السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
إنكسر القلم..! وجف الحبر..! وتوقفت العبرات..!
في أوائل موسم 2006\2007 كان الميلان فريق عقيم, وكانت الإنتقادات لا تسع الصحف الإيطالية والإدارة تتهرب من التصاريح, الميلان محرج.. الميلان فقد هيبته .. الميلان حطم أرقام كان يعتز بها, لكن هل هناك عوض لهذه المهزلة التاريخية؟
في ذهاب مباراة ميلان × روما موسم 2006\2007 خسر الميلان بنتيجة 2-1 من روما على السانسيرو وهو الأخير لم يفز على ال
Diavolo
منذ 1986 , لقد رأينا حماسة لاعبي روما بتحطيم هذه الإحصائية وبرود ميلان وحتى هدفنا أتى عن طريق تسديدة من بروكي من خارج المنطقة, ليس هناك حلول هجومية !
وفي نفس الموسم الإنتر لم يفز على الميلان ذهابا وإيابا من أكثر من 20 سنة وها قد حدث , هو في الأخير سيحدث عاجلاً أم عاجلاً, لكن لم يكن هناك المردود الذي يخجلنا بالإحتجاج..!
إنتهت السنة السوداء على تاريخ الكرة الإيطالية 2006 (ماعدا إنجاز كأس العالم الذي لم يغفر له الإتحاد الإيطالي بالسماح حول قصيحة الكالتشيو بولي)
بدأت سنة وبصيص الأمل الذي تشبث به بيرلسكوني الذي قد يكون لاهياً نوعا ما عن أمور الفريق, على عكس سابقه عندما كان يفاوض بإسمه ويجلب اللاعبين و و إلخ..
جلب الميلان رونالدو وأودو ,, وكلنا أمل ولو أن رونالدو لم يشارك بالأبطال وفق البنود المعلنة للإتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وفي بداية السنة الكروية 2007 ومابعد الإنتقالات الشتوية , الميلان تجاهل مسألة الكالتشيو لأنها أصبحت بعيدة المنال للمتصدر الخصم اللدود الإنتر, والميلان أصبح تركيزة على دوري الأبطال بشكل شبه رسمي.
وفي الليل الحالك أتساءل.. هل من مجيب ياميلان؟
<< سلتيك >>
واجه الميلان سلتيك زعيم إسكتلندا والعنيد جداً وقد كان فال خيراً على الميلان لأن كلما فاز الميلان على سلتيك وصل لنهائي دوري الأبطال (حسب المواسم الأخيرة فقط) وهزمه بشق الأنفس ولو أن الحظ عارض الميلان في أكثر من فرصة. وأتت كرة لكاكا حيث إستغلها خير إستغلال وفي الدقيقة 117 أي ماقبل النهاية بدقائق قليلة, ولم أتصور الميلان عندما يخرج بركلات الترجيح من سلتيك وهو عاجز عن الفوز على أرضه.
<< بايرن ميونخ >>
إنتقل الميلان إلى المرحلة التالية دور ال8 وأمام من؟ زعيم الأندية الألمانية بايرن ميونخ العريق والكبير بتاريخه وأساطيره, إستضافه الميلان في الذهاب على السانسيرو وقدم أداءاً جيداً وأخطأ الميلان خطئين كلفت الميلان الكثير والكثير, وفي أوقات قاتله ومحبطة, ومن عبر لاعب واحد, !! سبب قلق لدفاع الميلان, وهو ليس مهاجم بل مدافع ! فان بويتن.
عندما سجل هدف التعادل (2-2) في آخر ثانية وليست آخر دقيقة !, أبكى جماهير الروسونيري بأكملها , وتلاشت آمال الروسونيري في الخروج من هذا الموسم ببياض الوجه, لأن الفريق البافاري صعب المراس على تحفته المعمارية أليانز أرينا ملعب النادي البافاري, لكن توجه الميلان من جديد, وأشعلوا الحماس في قلوبهم, وتزايد تدفق دمهم لمعانقة تاريخاً جديداً.
وصل الميلان إلى الأليانز أرينا وهو يحمل قاعدة (ليس هناك شئ لأخسره) دخل المباراة بتكتيك عالي جداً وكان أبطال هذه المباراة سيدورف الذي دائماً تألقه في وقت الشدة وعندما نلاحظ إن غاب كاكا وبيرلو والهجوم يظهر سيدورف ليتكفل بمباراة بأكملها, وإنزاجي رجل المهمات الصعبة والذي كلما ضاقت بنا الآمال وناطت بنا الصعاب بزغ من جديد ليصرخ ويقول لا مكان للبايرن في دور ال4.
ملحوظة: لم يتعادل أو يخسر البايرن على أرضه الجديدة أليانز ارينا في دوري الأبطال إلا من ميلان فقط
والتعادل: كان في موسم 2005\2006 دور 16 الذهاب.
<< مانشستر يونايتد >>
وظهرت النتائج لدور ال4 ,, الميلان الفارس الأسود الذي يحمل شعار إيطاليا في منصات التشريف والتتويج يقابل 3 من فرسان الإنجليز ذوي الحصن الثقيلة , وهم فعلا من عيار ثقيل, من كان يتوقع أن ميلان بإمكانه الخروج من هذا الثلاثي الهائل ( مانشستر - ليفربول - تشيلسي ) كلاً منهم يتميز أكثر من الآخر ولا نقول يصل لدرجة الكمالية.
والكرة الإيطالية تصرخ من العار الذي الحقه بها نادي عاصمتها روما ولطخ إسمها وكيانها وهيبتها ! , وتنادي لفارسها المغوار الذي يشق الطرق الأوروبية من أجل رفعة النادي والكرة الإيطالية.
يسافر الميلان ليقابل أيضا وللمرة الثالثة زعيماً وهو زعيم الأندية الإنجليزية ( حسب الإسم الجديد للدوري الإنجليزي
Premiership
وهو الأكثر حصداً لهذه البطولة ) , غاب كاكا في دور ال8 وعندما حضرت الشمس غطت على كل النجوم في ملعب أولد ترافورد في مدينة مانشستر , الكل كان يتوقع هزيمة شنيعة للميلان أمام الفريق الذي كان الأفضل في أوروبا في ما قبل هذا الدور, لكن كان هناك كلمة لنجم النجوم ليثبت نفسه في سماء أوروبا.
يسجل المان هدفاً غريباً نوعاً ما في الدقيقة الخامسة من المباراة, وقد إنتاب لاعبي الميلان شيئاً من الخوف وراودهم شبح السباعية التي كانت على روما. لكن كما قلت بما سلف, حضرت الشمس (كاكا) لتغطي على النجوم, وهو الذي أقصى المان بمجهوداته الفردية الهائلة, وسجل هدف التعادل في رد سريع ! , وبعد دقائق معدودة يدخل كاكا التاريخ بهدفه الخيالي والذي قد لا يتكرر, من كرة أطلقها حامي عرين الميلان ديدا إلى كاكا فتلاعب بهاينزة ومن ثم جعل ثنائي دفاع مانشستر عبره لمن لا يعتبر ! ,, وأثبت بأن التنين الميلاني صحى من غفوته ليحرق كل من أمامه, لكن عامل الحظ لم يخدم الميلان, خروج قاتوزو ومالديني بداعي الإصابة, ويخلف قاتوزو بروكي الذي تسبب بالهدف الثالث. وفاز المانيو 3-2 في الذهاب.
هنا في الإياب وهو الدرس الكبير للإنجليز, تألق من الميلان بلا إستثناء ولم أرى الميلان بهذه الحالة منذ سنين ليست بالقليلة ! , فعلاً بهذه المباراة لو رأيتموها من غير الموسم كله ستتساءلون ماهذا الفريق؟ ومن أي كوكب أتى؟ كان فعلا فريق الشياطين. وانبثق الشعور كل ميلاني بالفخر لناديه العريق.
جعل الميلان من الشياطين الحمر حمال وديعة, لا تقدر على التحرك وشل تفكيرهم, درس الأنجليز التكتيك الإيطالي ومدى خطورته, صفع المانيو بثلاثية نظيفة ليرجع هيبة الكرة الإيطالية وتخلد للنوم بسلام وهي مطمأنه بأن خلفها إبنها البار الذي لطالما خدمها وشرف اسمها.
مباراة قال عنها المدرب الإيطالي المحنك والعملاق كابيللو: "مباراة مانشستر؟ يجب أن تدرس بالمدارس"
والكل يفيض هولاً من هذا الأداء حتى العدو يرفع القبعة لهذه الروح, إنها حب الإنتصار والتعلم من سيناريو بايرن ميونخ بأن "لا حياة مع يأس ولا يأس مع الحياة."
<< نهائي ليفربول >>
نهائي الحلم, نهائي الثأر, أهو الثأر أم العار ياميلان !؟
إشتدت زحامة المقالات في الصحف, وإسترجاع الذكريات المؤلمة, في إستاذ أبي الأتراك في إسطنبول, والميلان كالعادة يتحمل الضغوط التي تلقى على عاتقه, وهو الفريق الأكثر توتراً من الليفر, لأن خساره الميلان مرة أخرى في نهائي مع ليفربول ستكون كارثة ! , وسيقول الميلان ليتني لم اتأهل.
إحتبست الأنفاس, منذ تأهل الميلان والليفر للنهائي, حتى صافرة النهاية, والأخوة الأعداء تمنوا خسارة الميلان ! وهو ممثلهم في أوروبا ومشرف كرتهم التي الحقت بالعار وقد سدد الدين, والميلان لم يكترث لهذه التفاهات.
ذهب الميلان لأثينا, وهو يحمل كبرياء الميلان ليستسقي بها في وقت الضيق, دقت طبول الحرب قبل المعركة الكبرى, وبدأت المباراة المرتقبة لأكثر من مليار مشاهد.
سقط كاكا ! , ولكن حتى في سقوطه خيراً, ويتسبب في ركلة حرة يستلذ بها ملك الركلات الحرة ومايسترو إيقاع وسط الميلان بيرلو, أطلقت الكرة ووقف أمامها بيبو ليحرف إتجاهاها نحو المرمى,
وتنفس الصعداء الميلان بإنتهاء الشوط الأول وبدء الشوط الثاني براحة كبرى, رد المنقذ كما قلت بما سلف المنقذ ورجل المهام الصعبة والذي لطالما أخرج الميلان من عنق الزجاجة على الليفر مرة أخرى ليطلق عليهم رصاصة الرحمة بآخر 10 دقائق من المبارةا بالهدف الثاني.
إهتزت بقاع الأرض من صرخات جماهير هذا النادي الكبير. والكل يغني
Diavolo .. Diavolo ,, Campioni .. Campioni
وكما قال القيصر بكنباور قبل نهائي ليفربول: "الميلان يخسر مرتين؟ مستحيل !!."
وأكمل الثأر وسدد بيبو فاتورة الميلان وأرسلها إلى الليفر, ليرجعهم بالفضية كما رجع الميلان بالفضية عام 2005.
إنتهى الموسم وميلان بطلاً لأوروبا, لو أن هناك أحداً لم يسمع شيئاً عن الموسم الماضي فعندما يرى أول الفقرات سيشفق على هذا النادي العريق لأصالة معدنه وما تحل به من مصائب, فكلما ينزل يجد بأن كلمة نادي ذو معدن أصيل لا تكفي, فهو إسترجع الروح من جديد لينصب نفسه ملكاً لأوروبا.
<< كأس السوبر الأوروبي >>
الميلان يواجه إشبيليه, إشبيليه فريق شباب لن يقدر عليه الميلان, تأكد الكلام بعد هدف إشبيليه الأول, و و إلخ...
ينتهي الشوط الأول وليس هناك أي تعبير على وجوه لاعبي الميلان, !! مهزوم 1-0 والميلان أمام خصم عنيد, ويتمتع بقوة صلاته في الخطوط الثلاثية.
ظهر نجم (جندي مجهول) ورفع كفة الميلان وهو الأفضل في تلك المباراة وفارس هذه المعركة , الأنيق بيرلو إجتهد بعقله الخارق, وتمريراته المليمترية ليصنع هجمه للميلان تكللت بالنجاح ويخلصها بيبو في الشبكة للتعادل, وبعدها بخمس دقائق يظهر من جديد بتمريرة ساحرة وبتخليص أروع من يانكولفسكي ليطلق كرة تعانق الشباك النادي الأندلسي, وأخيراً أطلق رصاصة الرحمة كاكا بتسجيله ضربه جزاء ليترك بصمته في كأس السوبر الأوروبي.
<< كأس العالم للأندية >>
لم ننتهي من نطاق الثأر, لدينا ثأر أيضا معك أيها النادي العريق نادي البوكا الذي قتل الميلان بالركلات الترجيحية في 2003, نادي التانغو اليافع بالشباب, والملئ بالواعدين, يمثل الميلان فيلماً دراماتيكي في تلك المباراة ويسحق البوكا بشوط واحد أداء ونتيجة.
ليعود الميلان من جديد بطلاً للعالم وتأكيداً لزعامته للعالم وتربعه على عرش الأندية برمتها ب18 لقب, وبلاتيني الذي يقول لمالديني وميلان مللت منكم ! أتوجكم 3 مرات في سنة واحدة !!؟, فعلاً الكل يطلق على ميلان فريق مسنٌ والتصاريح التي دائماً تزيد من الضغوطات على اللاعبين لكن: "الشجرة المثمرة تقذف."
إنتهت المقالة
وتقبلوا تحياتي
موضوع: AC Milan 2007 total story 
الخميس فبراير 28, 2008 4:35 pm
