بسم الله الرحمن الرحيم
الأوضاع الاقتصادية في بلادنا بالغة الصعوبة، ولذلك فالزواج الناجح في أيامنا هذه أمر بالغ الصعوبة، وإذا تم «فالعريس» حظه من السما وربنا راض عنه، وهناك ملايين من الشباب يحلمون بتكملة نصف دينهم، ولكن ينطبق عليهم المثل القائل: «العين بصيرة واليد قصيرة»!! يعني أحلام الواحد منهم واسعة، ولكن إمكانياته لا تسعفه.
اختلف الناس حول وسيلة الارتباط الناجح، ورأي بعضهم أن زواج العائلات هو الأفضل أو ما يسمي بتعبير آخر زواج الصالونات! يعني واحدة لم تكن تعرفها من قبل ورشحها لك أهلك! وقال آخرون إن علي الشاب أن يختار قدره بنفسه! وعليه أن يرفض الزواج التقليدي. والأمر من وجهة نظري سيان، المهم أن يجد العروس المناسبة وأن يدق قلبه لها فيشعر نحوها بالألفة والود فإذا ظل قلبه علي الحياد فهذا يعني أن زواجه سيكون علي كف عفريت!!
وفي ارتباط العمر هناك ثلاث صور مرفوضة لأنها تجعل صاحبها تعيساً في حياته الخاصة! وأول صورة «واحد عايز يتجوز وخلاص»!! ويرضي أهله بالدرجة الأولي قبل أن يرضي نفسه، وهذه الحالة بالذات تجد فيها القلب محايداً تجاه شريك العمر، وأتساءل: إزاي الواحد يتجوز لمجرد تأدية واجب؟! والحرارة مقطوعة عن قلبه، ولم ينجح في التواصل مع شريك المستقبل قبل الزواج، ومع ذلك يرتبط به! طيب إزاي وليه وعلشان إيه؟؟ وهذه الصورة تجدها واضحة أكثر في الفتيات اللاتي وصلن إلي سن الزواج، ويرفض أهلهن أن تظل البنت عانساً!
والصورة الثانية عكس الأولي علي طول الخط وتتمثل في تأجيل الإنسان زواجه بحجة أنه يبني نفسه ويريد إثبات وجوده وموضوع الارتباط عنده مؤجل، وهكذا تضيع منه الفرصة تلو الأخري، والشخص المناسب موجود، لكن حضرته لا يفكر في هذا الموضوع أصلاً! والمعروف أنه كلما تأخرت سن الزواج فإن الصعوبات ستزداد ويضيق مجال الاختيار،
وهذا بالطبع أشد ضرراً علي بنات حواء، فإذا وجدت فتاة وصلت إلي سن الخامسة والثلاثين ولم تتزوج بعد، فهذا يعني أن وضعها بالغ الحرج في تحقيق حلم الأمومة أجمل ما في حياة المرأة! والمفاجأة التي أذهلتني أن الإحصاءات الرسمية تقول إن هناك أكثر من ٢ مليون بنت مصرية عوانس رغم تجاوز الواحدة منهن سن الخامسة والثلاثين وهذا يعني أننا أمام مصيبة حقيقية المستفيد الأول منها هو الشيطان لأن الزواج يحفظ الإنسان السوي من الانحراف.
والصورة الثالثة المرفوضة والأشد سوءاً من وجهة نظري تلك التي تقوم بالتفرقة بين الحب والزواج! وأعرف شباباً ارتبطوا لسنوات ببنات، وبدلاً من تتويج هذا الحب بالزواج تزوجوا بغيرهن!! وسألت: ليه يا عم «طنشت» البنت اللي بتحبها وتزوجت غيرها؟!! والإجابة لم تخطر ببالي: «مش عاوز أتجوز واحدة كنت ماشي معاها قبل كده»!!
ومن الفتيات من تقول إنها تحب بقلبها وتتزوج بعقلها، يعني عايزة عريس لقطة! أو جاهز وبتعبير آخر «مريش» وعنده فلوس! فهي ترفض الكفاح في الدنيا باسم الحب!
ومثل هذه النوعية من البشر إذا قابلتها في حياتك فاحترس منها جداً، فهم أناس لا أخلاق لهم ولا مبادئ! ويدخل في هذه النوعية أيضاً بعض من الصنف الثاني الرافض فكرة الزواج بدري بسبب آخر غير بناء نفسه يتمثل في أن حضرته عايز يلعب بديله ويستمتع بشبابه قبل أن يتزوج.. بالذمة هل هذا منطق؟!
(منقول)
موضوع: الزواج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
الجمعة أبريل 11, 2008 8:04 pm
